القيادة تخطئ والشعب الفلسطيني يدفع الثمن
بقلم: د.الشريف محمد خليل الشريف
من يتابع القضية الفلسطينية يجد انها كثيرا ما مرت بانعطافات خطيرة كان لها الأثر السلبي على الشعب الفلسطيني نتيجة سياسات قادتها ومهاتراتهم سواء كانت بسوء نية أو بحسنها ، وكان الخطأ الأول ما إرتكبه ياسر عرفات في أيلول 1970 على الأرض الأردنية وضرب كل التنظيمات الفلسطينية في رجالها واسلحتها ومعداتها التي كان من الممكن توجيهها نحو ضرب المحتل الغاصب للأرض الفلسطينية ، وسبب بذلك شرخا في جسد الشعب الأردني الواحد الذي عانى الكثير منه وتكفلت الأيام والقيادة الهاشمية الحكيمة من ترميمه ، لترتحل الفصائل الفلسطينية الى لبنان لترتكب على أرضه أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني ويتحول لبنان الى ساحة مفتوحة للغطرسة الصهيونية أرضا وجوا وبحرا ليرحل عنه عام 1982 مخافا خلفه جرحا غائرا بين الشعبين اللبناني والفلسطيني مازال ينزف دما رغم مرور السنين ، ولبنان المنقسم على نفسه الى ميليشيات وتنظيمات عدة متناحرة بعد ان كان لبنان البلد السياحي في منطقة الشرق الأوسط ، وتم تشتيت المقاومة الفلسطينية وخاصة كادر منظمة فتح الى مناطق مختلفة بعيدة عن فلسطين المحتلة في أدغال السودان وجبال اليمن وصحراء ليبيا وسهول الجزائر وشواطئ تونس لبلاحقهم الطيران الصهيوني ويقتل قادتهم ، وعام 1990 قام العراق بغزو الكويت وأبت الفيادة الفلسطينية نفسها إلا بزج نفسها في الحدث وتعلن وقوفها مع العراق لتؤيد الأحتلال تعاني من الأحتلال لآرضها وتحمل رسالة محاربة الأحتلال لينتقم الشعب الكويتي والحكومة الكويتية بعد عودتها من إبناء الشعب الفلسطيني على أرضه شر انتقام وهو الذي كان له الفضل الأكبر لوصول الكويت الى ماهي عليه اليوم من تقدم وعمران ، وغادر الفلسطينيون الكويت ناجين بأرواحهم تاركين أعمالهم وهم الذين كانوا من قبل في حياتهم عاملين وموظفين مكرمين ، وتلاحقت الأحداث وحدث احتلال العراق من الناتو الأمريكي الصهيوني لتعلن فئة من الشعب العراقب عداوتها الصريحة للشعب الفلسطيني المقيم على أرضه نتيجة ولاءه وحبه لشهيد الأمتين العربية والأسلامية صدام حسين وخرج الشعب الفلسطيني أيضا من العراق الى شتات جديد .
وبدأت مرحلة جديدة في تاريخ القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني بتوقيع إتفاق أوسلو 1993 والذي كان بمثابة وعد بلفور جديد لليهود إلا أنه أعطي لهم من قادة الشعب الفلسطيني نفسه والذي أظهر للجميع بأن هذه القيادة قد تخلت عن نهج الكفاح المسلح لتيدأ في نفق المفاوضات المظلم والذي بدأ ولن ينتهي وكان من أهم بنود هذا الأتفاق التبادل الأمني مابين السلطة الفلسطينية التي لاتملك زمام أمرها وبين الكيان المحتل الذي أمسك بكل خيوط القضية بيده ، وهذا ما أورثه ياسر عرفات عام 2004 الى خليفته محمود عباس الذي استلم راية القيادة والرئاسة والمفاوضات والذي مازال مصرا على تمسكه بمبدأ المفاوضات رغم قناعته وتصريحاته بأنا فشلت واصبحت عبثية والذي مازال مصرا على تنفيذ بند التعاون الأمني مما جعل الشعب الفلسطيني يدفع الثمن باهظا ولكن على أرضه من إغتيالات وإعتقالات وتصفية للقيادات الفلسطينية الشريفة ولأبناء الشعب الفلسطيني المتطلع الى حريته ولو بإلقاء حجر على المحتل لأرضه .
الى متى سيبقى الشعب الفلسطيني يدفع ثمن أخطاء قيادته من أرواح ودماء وممتلكات .