أما أن لهذا الفارس أن يترجل ! /بقلم كمال نصار
[color=darkred]
=blue]تناقلت وسائل الأعلام خبر زيارة سمو أمير دولة قطر بصحبة الأخ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الى قطاع غزة من أجل أفتتاح عدة مشاريع في القطاع وأقول لأمير قطر معاتباً ( أن تأتي يا سمو الأمير متأخراً أفضل من أن لا تأتي ) وقد كتبت مقال بعنوان ( أما آن لهذا الفارس أن يترجل ) بتاريخ 6 أب 2010 موجهه لأمير قطر أدعوه فيه بزيارة قطاع غزة وهذا نص المقال:
دمعت عيني مرتين في الأولى فرحا لما رأيت الأمير يترجل في جنوب لبنان للاحتفال بإعادة بناء ما دمرته الحرب، وفي الثانية حزنا على حال أهلنا في غزة الذين لم يجدوا من يواسيهم ويكفكف دموعهم ؟ فرح أبناء جنوب لبنان بإعادة أعمار بيوتهم ونحن فرحنا معهم، وخاصة أنك كنت معهم يا سمو الأمير ليس بالمال فقط وإنما بالتواجد معهم في خط المواجهة وهذا أهم من المال تواجدك معهم خلق شعور لدي أبناء جنوب لبنان الحاضنة الحقيقية للمقاومة بأن هناك من يحتضنهم وهذا الشعور سيزيد التلاحم بين المقاومة وجماهيريها، مما يجعل المقاومة والمقاومين أكثر قوة وصمود لشعور المقاومين بأن هناك من يحتضن ذويهم وهذا له تأثير أقوى من السحر في رفع معنويات المقاومين ،وكلنا يعرف أهمية الروح المعنوية في تحقيق النصر.
جميع اللبنانيين تقدموا لك بالشكر والامتنان وأنت يا سمو الأمير تستحق هذا الشكر والثناء ولكن نحن الفلسطينيون يظل شكرنا لك مبتور لحين تأتي وتترجل على أرض غزة هاشم، وكلنا ثقة بأنك ستأتي لتفتتح ثلاث مشاريع في قطاع غزة
أهل غزة في حاجة ماسة لها وهذه المشاريع الثلاثة أنت قادر على تنفيذها والأهم أنك قادر على أستحصال الموافقات الدولية وخاصة الأمريكية والإسرائيلية لما تتمتع به قطر من علاقات جيدة مع كل الأطراف، وأعتقد أن هذا التوقيت مثالي للبدء بتنفيذ هذه المشاريع وخاصة استثمار هذا الضغط الدولي الهائل وغير المسبوق لرفع الحصار عن غزة، إضافة أن إسرائيل راغبة في التملص من مسؤوليتها القانونية تجاه غزة وهذا أعلنته أسرائيل مؤخرا.
ولكن هناك من العرب من يخلق الأعذار محاولة منه للتملص من القيام بواجبه تجاه غزة، بحجة أن إسرائيل دولة احتلال، وأن المسؤولية القانونية تقع عليها تجاه قطاع غزة وهو (عذر أقبح من ذنب ) أليس من الأفضل تحميل إسرائيل مسؤوليتها القانونية وفي نفس الوقت نعمل بشكل جاد من أجل رفع الحصار عن غزة من خلال التنسيق مع وكالات الأمم المتحدة ومع البنك الدولي للبدء بمشاريع عملية إعادة إعمار ما دمرته حرب غزة .
أتمنى يا سمو الأمير أن تقوم دولة قطر وأنت على رأسها بتنفيذ المشاريع الثلاثة وهي:
1- مشروع إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وهي طاقة رخيصة وصديقة للبيئة علما أن الشمس والحمد لله ساطعة في غزة على مدار السنة.
2- محطة لتعبئة الغاز لاستخدامه للحاجات المنزلية، علما أن الغاز القطري يصل الى كل أصقاع الأرض فمن السهل وصولة بالسفن من موانئ قطر إلى ميناء غزة.
3- مشروع تحلية مياه البحر ، الجميع يعرف بأن المياه شحيحة وأغلبها غير صالحة للشرب في قطاع غزة على أن تتولى الهيئة القطرية التي قامت بإعادة إعمار جنوب لبنان المسؤولية، وبأشراف البنك الدولي وبهذا نقطع الطريق على أي حجة إسرائيلية أو أمريكية بخصوص تسريب بعض الأموال لحركة حماس.
اعتبر يا سمو الأمير هذه المشاريع صدقة جارية لك ولأبنائك من بعدك، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا مات ابن آدم أنقطع عمله إلا من ثلاث, ولد صالح يدعو له أو علم ينتفع به أو صدقة جارية )، يضاف لأجر الصدقة الجارية دعاء مليون ونصف مظلوم من سكان غزة وأنت تعلم أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب, بعملية حسابية بسيطة تصور معي هذا الكم الهائل من الحسنات سيضاف إلى سجل أعمالك في يوم لا ظل إلا ظله، الجميع هنا في غزة سيدعون لك بالمغفرة وطول العمر وبهذا تكسب رضا الله ورضا الناس، وستدخل التاريخ من أوسع أبوابه كونك أول قائد يدخل أرض فلسطين ( أرض الرباط ) في العصر الحديث مغيثا وناصرا أهلها وحاضنا لهم !
المثل الشعبي يقول ( إرضاء الناس غاية لا تدرك ) ولكنك يا صاحب السمو ستكسر هذا المثل وتجعل رضاء الناس غاية تدرك.
تنفيذ هذه المشاريع يحتاج سنتين وعندها ستأتي يا صاحب السمو وتترجل على ارض غزة المحررة, وعندها ستخرج غزة عن بكرة أبيها في استقبال الأمير البلسم الأمير الذي وضع البسمة على وجوههم وزرع الأمل في نفوسهم.
في الصغر كانت جدتي تحكي لنا قبل النوم قصة الشاطر حسن وقصة الأمير الذي سيأتي ويعمل لنا كذا وكذا , نفرح وننام ونستيقظ في الصباح فلا نجد شيء قد تغير.
نسأل جدتي لماذا لم يتغير شيء تقول لنا الأمير لم يأتي، فنمى في داخلي كره الأمير منذ الصغر وزادت كراهيتي للأمير والأمراء بعد أن كبرت وقرأت عن سلوك بعض أمراء بني أمية وبني العباس في التاريخ القديم والسلوك الطائش لبعض الأمراء العرب في العصر الحديث، ولكن بعد أن شاهدناك يا سمو الأمير في جنوب لبنان تغيرت نظرتي ونظرت أغلب العرب عن لقب الأمير وأصبح هذا اللقب محبوباً لنا وسيزداد هذا الحب عندما تأتي إلى أرض فلسطين (أرض الرباط ( مفتتحاً هذه المشاريع.
هل تعلم يا سمو الأمير هذه المشاريع ستعيد عجلة الحياة إلى غزة , سيفرح الطالب والمعلم وصاحب المصنع وصاحب الفرن والفلاح ،وستفرح ربات البيوت بوجود الغاز في بيوتهن وسيدعون لك بطول العمر في كل مرة يقفن فيها خلف الطباخ.
وأحسب كم مرة في اليوم تقف ربة البيت خلف الطباخ في البيت ولسان حالهن الدعاء والثناء والشكر للأمير. ستفرح حتى الغسالة والثلاجة والمروحة وغيرها التي كانت مهجورة لمدة طويلة، سيفرح سائق التاكسي والمسافرين والمارة عندما يرون الشوارع مضيئة، الجميع هنا سيتذكرون من جاء بالغاز؟ ومن جاء بالكهرباء؟ ومن جاء بالماء؟ الكل سيجيب الأمير !!!
عندما تجتمع العجائز بأحفادهن بالليالي الباردة حول المدفأة الكهربائية لتحكي قصص عن الأمير سيحب الصغار الأمير والأهم أنهم سيستمرون في حبه لأنه جعل الخيال واقعاً والحلم حقيقة.
تصور أن هذه الأشياء تحدث بفعل أمير واحد فكيف لو فعل باقي الأمراء فعله؟
عندها يا سمو الأمير تكون قد أرجعت إلى لقب الأمير هيبته واحترامه وسيرته الأولى سيرة الأمير علي بن أبي طالب والأمير أسامة ابن زيد وغيرهما هذا من حهة
ومن جهة أخرى تكون رفعت من شأن بلدك قطر هذا البلد الصغير في حجمه الكبير في عطاءه وأهم شيء هو أنك أستطعت يا صاحب السمو أن تسقط الشعارات الجوفاء والخطابات الرنانة، وأكدت أن البناء وإعادة الإعمار هو الأنجع والأفضل في بقاء الفلسطيني صامداً في وطنه وهذا في حد ذاته أفضل أنواع المقاومة .
بعدما رأيتك يا سمو الأمير في لبنان تمنيت لو أني كنت أميراً ليس من أجل اللقب بل من أجل أن أفعل ما فعلته في جنوب لبنان وهذا ما ستفعله في غزة والقدس أن شاء الله في قادم الأيام
انقطعت الكهرباء في بغداد كالعادة فاستيقظت من شدة الحر وتنبهت بأنني كنت بين اليقظة والنوم , كنت يقظاً عندما شاهدت الأمير على شاشة التلفزيون في جنوب لبنان, ويبدو أني غفوت فحلمت بهذه المشاريع الثلاثة.
بقلم / كمال نصار
ملاحظة: عنوان المقال هو قول شهير ل أسماء بنت أبي بكر (( الملقبة ذات النطاقين)) عندما علق الحجاج في زمن الخليفة عبد الملك بن مروان ابنها عبد الله بن الزبير على باب الكعبة، فقالت مقولتها الشهيرة ( أما أن لهذا الفارس أن يترجل) فخجل الحجاج من قولها فانزله أكراماً لها ولمقولتها.