الربيع العربي والغباء العربي
الدكتور الشريف محمد خليل الشريف
منذ الدقيقة الأولى لأعلان قيام الكيان الصهيوني وما سمي بدولة اسرائيل 1948 على ارض فلسطين العربيه أعلنت امريكا اعترافها بهذذ الكيان وأخذت على عاتقها تبني هذا اللقيط والغير شرعي خلفاً لما كانت تسمى بريطانيا العظمى بعد ان أخذ نجمها بالأفول وصعود النجم الأمريكي بعد الحرب العالمية الثانيه ، وأصبح هذا الكيان كالطفل المدلل لأمريكا بعهرها ترعاه وتدلله وتلبي كل طلباته لما له من لوبي قوي على الأرض الأمريكيه يساهم في صنع القرار فيها ، لذلك نجد ان الرؤساء الأمريكان في تسابق دائم لأرضاء هذا الأبن اللقيط حيث لايأتي رئيس إلا ويقدم له اكثر مما قدم سلفه في كل المجالات وخاصة العسكرية والماليه وكذلك في كل المحافل الدوليه مرغماً وخوفاً من هذا اللقيط الذي شب وخرج وخرج عن الطوق وتمرد إلا انه لم يصل الى درجة العصيان ، وخوفاً من وصوله الى هذه الدرجة حيث أصبحت بوادرها ظاهرة في الأفق قام الرؤساء الأمريكان بضرب كل ما من شأنه تهديد هذا الكيان ، فكانت البداية بترويض مصر وهي رأس الهرم العربي والأقوى عسكرياً بتوقيع اتفاق كامب ديفيد وأصبحت صديقاً وشريكاً لهذا الكيان فيما يسمى بالسلام وان كان في حقيقة الأمر استسلام وخنوع لتتلوها منظمة التحرير الفلسطينيه العرفاتيه والتي دخلت بعدها الى غرفة الأنعاش بعد توقيع اتفاق أوسلو وأهدت فيه هذا الكيان ما اغتصبه وقام عليه من ارض فلسطين العربية التاريخيه ، ووجد الأردن نفسه مرغماً تحت الضغوط وهو الذي يملك أطول خط مجابهه مع هذا الكيان بتوقيع اتفاق وادي عربه ، ليظهر العراق كأقوى دولة عربية تهدد هذا الكيان الصهيوني لتتحرك امريكا وتلفق له تهمة الأسلحة الكيماويه وتصويره للعالم كقوة ارهاب في المنطقه ومهدد للسلام ولدول الخليج العربي كالبعبع الذي يريد ابتلاعها ، لتقوم بضربه بتعاون دولي وبموافقة ومشاركة بعض الأنظمة العربيه ليسقط النظام العراقي وتسقط الزعامة العربية الممثلة في الشهيد صدام حسين الذي تم إعدامه يوم عيد الأضحى أمام العرب والمسلمين ليكون شهيد الأمتين ، ويذوب الجيش العراقي على أرضه وتزرع فيها الفتنة وتترعرع ويقسم الى كيانات إقليمية وعقائديه وجغرافيه ويصبح مرتعاً خصباً للأرهاب بعد ان كان البلد الموحد والآمن ، وكان ماحدث في العراق مقدمة لطرح امريكا العاهره مشروع شرق اوسط جديد الصهيوني الأعداد والأمريكي التنفيذ لتقسيم الوطن العربي الى كيانات ودويلات يسهل التحكم بها من البيت الأبيض ويكون الكيان الصهيوني ( اللقيط ) بعد ان اصبح مفتول العضلات هو القوة المسيطرة والمهيمنة في المنطقة العربيه بل وفي منطقة الشرق الأوسط الجديد ، وكانت ثورة تونس الخضراء بمثابة الضوء الأخضر للعقل الصهيوني ليصب المزيد من البترول العربي على اليمن المشتعل أصلاً ، وتبدأ مهزلة وكارثة ماسموه لنا الربيع العربي ، وكم نحن أغبياء في إعلامنا وفي ساستنا ليتم ترديد هذا الشعار بكل مافيه من قتل ودماء ودمار ونيران أينما حل من البلدان ، وسقطت ليبيا وسقط معمر القذافي وسقطت معه كل شعاراته وتحولت ليبيا المترفه بأموالها وخيراتها الى سوقاً مفتوحاً لمصانع الأسلحة وتجاره لما انتشر فيها من عصابات واقتتال وعنف داخلي ، وانتقلت عدوى الثورة الى مصر العروبه وسقط نظام حسني مبارك إلا ان الصهيونية لاتعترف بالديمقراطية العربيه وتم إسقاط هذه الديمقراطيه بكل رموز حكمها بانقلاب عسكري ليعيد نظام سقط ولكن بوجه جديد لينقسم الشعب المصري الواحد الى عدة فئات وتروى الأرض المصريه بدماء ابنائها وعلى يد ابنائها ، وامتدت يد الأرهاب الى الجزائر والفتنة الى المغرب واليد الصهيونية الى دول الخليج العربي والفتنة الطائفية الى البحرين ملتحقه بركب لبنان والأنقسام الى السودان ليصبح سودانين ، وتبقى في هذا الخضم المؤلم السعودية والأردن محافظة على أمنها وسلامة أراضيها لأسباب كثيره اهمها إلتفاف الشعبين حول قيادتهم وملوكهم ، ولم تسلم سوريا الشام وهي الخارجة عن السيطره والممانعة الوحيدة على الساحة العربيه لتشتعل فيها الثورة على النظام وظهر الجيش الحر مدعوماً بالأسلحة والمعدات من اليوم الأول ثم تسابقت الدول كل حسب مصلحتها الأقليميه لدعمه عسكرياً ومادياً وتحولت سوريا الى ساحة معركة حقيقيه حيث السوري يقتل أخاه السوري ، وكتبنا من الشهر الأول ( لن تسقط سوريا ) لأنها معادلة صعبه في الشرق وخاصة بعد ترويض الدول العربيه لما فيه مصلحة الكيان الصهيوني ولأن الهدف ليس اسقاط النظام واسقاط الأسد وإنما الهدف الحقيقي تدمير سوريا ببنيتها وجيشها واقتصادها ، ولم تنجح امريكا ومن حالفها بالحصول على قرار من الأمم المتحده بموجب البند السابع لضرب سوريا مثل العراق وليبيا بسبب موقف روسيا التي تتمسك بآخر موطئ قدم لها في المنطقة العربيه والنظام في ايران الداعم والحليف للنظام قي سوريا وكذلك تركيا التي تبحث عن مجدها ، وبهذه المعادلة الصعبه من عناصر البلطجة وتحالفات المصالح والأقليميه زرعت الأرض السوريه بتنظيمات عديده ممولة ومدعومه بالمال والعتاد من جهات مختلفه وحسب مصالح الممولين أيضاً تقاتلت أخذت هذه التنظيمات تقاتل بعضها مع قتلها للشعب السوري الذي شرعت الأبواب امامه لتهجيره عن وطنه بعد ان أصبح القربان الذي تقدمه هذه التنظيمات لأسيادها الداعمين لها ، وبدون مقدمات ظهر تنظيم داعش معاديا النظام وكل التنظيمات بأسم الأسلام لأنشاء كيان جديد في المنطقه ، وأخيراً بأسم ضرب تنظيم داعش وخوفا من إنتشار الأرهاب وجدت أمريكا فرصتها لضرب سوريا ، وفي خضم هذا الدمار للأمة العربيه يصبح الكيان الصهيوني اللقيط هو سيد اللعبه ينفرد بالشعب الفلسطيني بالقتل والترحيل والأعتقال وينتهك المقدسات ويعمل على تهويد الأقصى وهدمه ويشن حروب الأبادة على غزة هاشم تحت نظر وسمع العالم العربي والأسلامي دون تحريك ساكن .
يا ألله ما أغبى إعلامنا وقادتنا فما زال يفرض علينا ونردد الربيع العربي .
Shareefshareef433@yahoo.com