أراضي عربيه محتله ـ الحلقه الثالثه
جزر طنب الصغرى وطنب الكبرى وابو موسى
الدكتور الشريف محمد خليل الشريف
كلنا نعرف بأن فلسطين بلد عربي محتل بكامله من العصابات الصهيوتيه أو مايسمى الكيان الأسرائيلي ، ولكن القليل من أبناء أمتنا العربيه يجهل بأنه يوجد أيضاً أراضي عربية أخرى محتله وذلك نتيجة التعتيم الأعلامي العربي وخاصة للدول المعنيه والمحتله أراضيها .
على الخارطة العربيه توجد عدة جزر محتله ومنها جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وابوموسى تلات جزر عربيه تحتلها ايران من دولة الأمارات العربيه المتحده وتعتبر هذه الجزر ذات أهمية كبيره لمن يسيطر عليها نظراً لموقعها الأستراتيجي والأقتصادي فهي تعتبر المفتاح المؤدي الى الخليج العربي المرتبط ببحر العرب والمحيط الهندي والبحر الأحمر ، وبحر العرب يعتبر نقطة الوصل بين القارات الثلاث آسيا و أفريقيا وأوروبا ومما زاد من أهميتها تمتع دول الخليج ودول المنطقه بالبترول وهذا يعني حتمية مرور البترول المصدر من المنطقه وخاصة دول الخليج العربي والعراق عن شواطئ هذه الجزر ، ومن النظرة الأستراتيجيه فمن يسيطر على هذه الجزر الثلاث يستطيع التحكم بحركة الملاحه في الخليج العربي وخاصة ان المياه المحيطة بها من العمق بحيث تسمح ان ترسو على شواطئها البواخر بما فيها العملاقه والأساطيل الحربيه ، أما أهميتها الأقتصاديه فهي تعتبر مكان جيد لصيد الأسماك وتشتهر بزراعة النخيل وكذلك فهي غنيه بأكسيد الحديد الأحمر والبترول وتمتلك بريطانيا مناجم أكسيد الحديد الأحمر على جزيرة طنب الصغرى بموجب إتفاقيه مع حاكم الشارقه قبل إحتلالها الأيراني وكذلك ثلاثة آبار للنفط وتستعمل حالياً كقاعدة عسكرية ايرانيه متقدمه مجهزه بكامل المعدات والأسلحة اللازمه ، وهي تبعد عن الشارقه 43 كم بينما تبعد عن الساحل الأيراني 67 كم وتبلغ مسلحتها 35 كم/2 أما جزيرة طنب الكبرى تبلغ مساحتها 91 كم/2 وتبعد عن رأس الخيمه 75 كم وعن الساحل الشرقي للخليج 50 كم وهي أقرب الى الساحل الأيراني ، ونظراً لأهميتها البحريه حيث تقع على ممر السفن من والى الخليج أقامت عليها بريطانيا فناراً لأرشاد السفن عام 1913 بموجب اتفاق مع حاكم رأس الخيمه ، وتعتبرها ايران حاليا وبعد احتلالها جزء من خط دفاعها الأول عند مدخل مضيق هرمز ، أما جزيرة أبوموسى فهي تبعد عن الشارقه 60 كم وتقع عند مدخل مضيق هرمز وتبلغ مساحتها 20 كم/2 وهي تكمل الأهمية للجزر الثلاث .
وقعت الجزر الثلات تحت الأستعمار البريطاني كباقي الأمارات العربيه وذلك بعد هزيمة الدولة العثمانيه في الحرب العالميه وبسطت نفوذها عليها مع الأبقاء على نظام زعامة المشايخ فيها وكانت الأماره تسمى بالمشيخه وتتبع اسم شيخها ،وللحقيقه ان الجزر التلات هي جزر عربيه منذ مئات السنين وسكانها كانوا ماقبل احتلالها عرب وكان عملهم يختصر على صيد الأسماك والرعي وزراعة النخيل ، ونظراً لتزايد أهمية منطقة الخليج العربي بما فيها من خيرات المعادن وخاصة الذهب الأسود أصبحت مطمعاً لكل القوى العظمى وكانت ايران تنظر اليها بنظرة المراقب والطامع والمترقب معاً ومن ضمن محاولاتها للسيطرة على الجزر فقد عرضت الحكومة الفارسيه عام 1930 شراء جزر طنب الصغرى وطنب الكبرى وذلك بوساطة بريطانيه إلا ان حاكم الشارقه رفض العرض ، ورغم ان الموقف البريطاني الى ماقبل الأنسحاب من الجزر مؤيداً لعروبة الجزر رغم مطالبة ايران بها إلا أن الحكومة البريطانيه ونظراً لمصالحها لم تبث بأمر الجزر واعتمدت سياسة تجميد الأمور والمماطلة والتسويف بعدم اتخاذ قرار لإعطاء الحق الى اصحابه حتى انسحابها لتقوم ايران بأنزال قوة لها بحراً وجواً في 29 نوفمبر 1971م لأحتلال الجزر وطرد اهلها العرب الى شواطئ الأمارات العربيه وهي نفس السياسه التي اتبعتها بريطانيا في فلسطين .
ولكن لماذا لم تطالب دولة الأمارات بالجزر الثلاث المحتله ، لاشك ان هناك اسباب كثيره من أهمها حالة الضعف العربي وهي تعلم انها لا تستطيع دخول حرب مع ايران ، وهناك سبب آخر تعتمده حكومة الأمارات العربيه المتحده وهو المحافظه على أمن منطقة الخليج لأنها تعلم ان المنطقه مطمعاً لكل الدول صاحبة المصالح وخاصة امريكا وايران ولاشك ان حكومة الأمارات المتحده تراقب عن كثب محاولة امريكا وايران رسم خريطة جديده في المنطقه فهي وان كانت على علاقة جيده مع امريكا إلا انها ايضاً على علاقة وطيده مع ايران ، ولكن أيضاً ربما يكون هناك سبباً مخفياً وراء سكوت حكومة الأمارات فقد نشرت صحيفة الرأي العام الكويتيه في افتتاحية عددها يوم 10 مايو 1970م مقالاً قالت فيه ان الشيخ حاكم رأس الخيمه قام ببيع ثلاث جزر صغيره تقع على مدخل الخليج ( طنب الصغرى وطنب الكبرى وابو موسى التابعه لمشيخته الى ايران وقد قيض الثمن الذي كان عباره عن مبلغ كبير من المال و 20 سياره فخمه مع وعد من حكومة ايران بتعويض الشيخ في حال ظهور النفط في الجزر ولم تنف الأمارات هذا المنشور وكذلك التقارير الكثيره التي نشرت حول هذه الصفقه .
ويبقى سر هذه الجزر الثلاثه المحتله مطوياً ولا نعرف من يملك هذا السر ليبوح به