أراضي عربيه محتله / الحلقه الرابعه
الأحواز ( عربستان ) عربيه تحتلها ايران
الدكتور الشريف محمد خليل الشريف
كلنا نعرف بأن فلسطين بلد عربي محتل بكامله من العصابات الصهيوتيه أو مايسمى الكيان الأسرائيلي ، ولكن القليل من أبناء أمتنا العربيه يجهل بأنه يوجد أيضاً أراضي عربية أخرى محتله وذلك نتيجة التعتيم الأعلامي العربي وخاصة للدول المعنيه والمحتله أراضيها
والأحواز أو عربستان أقليم عربي تحتله ايران منذ عام 1925 م وهذه الحقيقه لايعرفها الكثير من أبناء أمتنا العربيه نتيجة تجاهلها وإسقاطها من الأعلام وكذلك المناهج الدراسيه في عالمنا العربي شأنها شأن الأراضي العربية المحتلة الأخرى وهنا من منطلق العروبة والأسلام نحاول التعريف بهذا الأقليم فمن فيه من السكان هم أخوة لنا فيى العروبة والأسلام .
اسم الأحواز مأخوذ من حاز بمعنى ملك وتعني منطقة معلومة الحدود ومملوكه وقد أطلق عليه العرب هذا الأسم بعد الفتوحات الأسلاميه وأطلقوا على عاصمة الأقليم سوق الأحواز واسمها اكبر دليل على عروبتها ، إلا ان اللسان الفارسي يقلب الحاء الى هاء وسموها بلسانهم الأهواز ، وأول من ولّيَ عليها ابو موسى الأشعري في عهد الخليفة العادل عمر بن الخطاب واستمر استعمال اسم الأحواز حتى عهد حكم طهماسب ابن اسماعيل الصفوي فأطلق عليها الفرس اسم عربستان وهو دليل آخر على عروبة الأقليم واعتراف الفرس بعروبته ثم عاد الفرس لتغيير الأسم الى جوزستان بمعنى اقليم القلاع والحصون التي بناها العرب المسلمين بعد انتصارهم على الفرس في معركة القادسيه ودخولها وتبع الأفليم بعدها الى ولاية البصره في العراق واستمر تابعا للبصره حتى الغزو المغولي ثم عاد رضا شاه واطلق عليه اسم جوزستان ، بعد الغزو المغولي نشأت الدوله المشعشعيه العربيه واعترفت بها الدولة الصفويه وكذلك اعترفت بها الخلافة العثمانيه كدولة عربية مستقله ، ثم خلفتها الدولة الكعبيه العربيه ( 1724 ـ 1925 ) والتي حافظت على عروبتها واستقلالها حتى سقوطها على يد الشاه بهلوي 1925 م حيث اتفقت بريطانيا وقد كانت مستعمره للعراق مع ايران على ضم الأقليم وانهاء النزاع عليه الى ايران مقابل اعطاء بريطانيا الحق في استغلال آبار النفط والغاز في الأقليم وكبح جماح روسيا من التغلغل في ايران حتى لايصل المد الشيوعي الروسي الى مناطق نفوذها ودخل الجيش الأيراني الأقليم وتم أسر أميره الشيخ خزعل الكعبي حيث كانت الدولة الكعبيه تحكم بنظام الأماره وذلك في 25/ 4/ 1925 م وبعد ذلك التاريخ اصبح اقليم الأحواز أو عربستان ارض عربيه محتله من ايران
وتعتبر بالنسبة لأيران من الأهميه نطراً لموقعها الأستراتيجي الهام حيث تقع الى الجنوب الشرقي من العراق وشمال غرب ايران وعلى السواحل الشرقيه للخليج العربي مما يعطي ايران المراقبه والسيطره على الخليج العربي ، ويعتبر اقليم عربستان امتداداً جغرافياً طبيعياً مع العراق عبر السهول الرسوبيه وشط العرب الناتجه عن الرافدين دجله والفرات بينما تنفصل ايضاً انفصالاً جغرافي طبيعي عن ايران بحاجز طبيعي عباره عن سلسلة جبال زاجروس والصحراء ، ويعتبر الأقليم الداعم الأقتصادي لأيران لغنيه بالموارد الطبيعيه مثل البترول والغاز والمعادن ويضاف الى ذلك ان الأفليم يعتبر السلة الغذائيه لأيران فهو المنتج الرئيسي لمحاصيل السكر والذره لخصوبة ارضه حيث تساهم الموارد الموجوده فيه بحوالي نصف الناتج القومي الأيراني واكثر من ثلاثة أرباع الصادرات الأيرانيه ، ومن هنا تتمسك به ايران ولاتستطيع الأستغناء عنه ، لذلك تحاول طمس هويته العربيه حيث غيرت اسماء المدن والبلدات والشوارع والأنهار والمصانع وكل الأسماء العربيه فيه الى الفارسيه كما فعلت ذلك في المدارس والمناهج الدراسيه ومنعت استخدام اللغة العربيه بل وتحاكم من يتحدث بها في الأماكن العامه وذلك لفرض الثقافة الفارسيه على العرب من أهلها ولم تكتفي الحكومة الفارسيه بذلك بل عمدت منذ احتلالها الى ترحيل اعداد كثيره من العائلات الفارسيه والفلاحين اليها للعمل في مزارعها ومنشآتها وتغيير الديمغرافية على ارضها ومع إعطاء الأحقية للعمل للفرس اصبح غالبية سكانها العرب يعانون من البطالة وسوء الأحوال ويمكن القول بأن اقليم الأحواز / عربستان يعتبر من أغنى المناطق على الأرض ويعيش فيه أفقر شعب عليها .
رغم كل ماتعرض له العرب في الأقليم من إضطهاد وملاحقه وعمليات قتل وسجن وتعذيب إلا انه لم يتوقف يوما عن المطالبة بالحرية والأستقلال فكانت ثورة الغلمان أول ثوره عربيه بعد 3 شهورمن الأحتلال الفارسي مما جعل النظام الفارسي القيام بتجريد الشعب الأحوازي من السلاح وفرض الزي الفارسي كما طالب شيوخ العشائر العربيه بتسليم ممتنكاتهم ومزارعهم واراضيهم للدوله مما أشعل تورة 1928بقيادة الشيخ محي الدين الشريفي التي تم إخمادها بالحقد الفارسي بالقتل والأعتقال والأعدام وتم الأستيلاء على جميع الأراضي وإبعاد الكثير من السكان العرب الأصليين الى شمال ايران ومنهم من نزح خوفا من البطش والقمع الفارسي الى العراق وبلدان الخليج العربي وفرض الفرس على العرب التحدث باللغة الفارسيه واصبح التحدث باللغة العربيه جريمة يعاقب عليها القانون وتم استبدال النظام السياسي العربي بحكم عسكري فارسي ، ثم توالت الثورات العربيه ضد الأستعمار الفارسي فكانت ثورة الشيخ عبد الله ابن خزعل عام 1944 ثم ثورة عشيرة النصار 1946 وثورات كثيره متعاقيه كان آخرها ثورة 2005 والتي مازالت تتفاعل حتى يومنا هذا ، كما تشكلت بعد الأستعمار الفارسي للأقليم عدة أحزاب وتنظيمات من أجل محاربة الأستعمار فكان أول حزب سياسي حزب السعاده عام 1946 ثم منظمة الجماهير الثوريه الأحوازيه ، وحركة التحرر الوطني الأحوازي ، المجلس الوطني الأحوازي ، الجبهه العربيه لتحرير الأحواز .
ان كل الثورات في الأحواز ثورات عربيه وتؤكد على عروبة الأقليم وتطالب بالحرية والأستقلال فلماذا تغفل عنها الدول العربيه والمحافل العربيه والجامعة العربيه ولماذا لايكون لها مقعداً او ممثلاً ، ولماذا لاتقوم الأمة العربيه بدعم ومؤازرة الثورة الأحوازيه أم ان هناك مصالح وبرامج اقليميه تفرض نفسها على قادة أمتنا .