أراضي عربيه محتله ـ الجلقه الأولى
أم الرشراش أرض مصريه محتله
الدكتور الشريف محمد خليل الشريف
كلنا نعرف بأن فلسطين بلد عربي محتل بكامله من العصابات الصهيوتيه أو مايسمى الكيان الأسرائيلي ، ولكن القليل من أبناء أمتنا العربيه يجهل بأنه يوجد أيضاً أراضي عربية أخرى محتله وذلك نتيجة التعتيم الأعلامي العربي وخاصة للدول المعنيه والمحتله أراضيها .
من هذه الأراضي قرية أم الرشراش المصريه والتي إحتلها الكيان الأسرائيلي بتاريخ 10 /3 /1949 أي بعد إحتلال فلسطين وإقامة الكيان الأسرائيلي على أرضها بعشرة أعوام ، وقد تم إحتلالها بعملية عسكرية صهيونيه أطلق عليها عملية عوفيدا قادها رجل العصابات الصهيونيه اسحق رابين ، وقد تم خلال العمليه القضاء على القوة العسكريه المصريه المرابطه في أم الرشراش وقوامها 350 جندي وضابط من حرس الحدود وقد تم قتلهم جميعاً وبالجماعات على الطريقه الصهيونيه ودفنهم جميعاً في مقابر جماعيه وتم تغيير إسمها من أم الرشراش الى إيلات ، وكان الهدف من إحتلالها هو قطع الأتصال بين مصر والأردن والسعوديه وبالتالي قطع الأتصال بين مصر والشرق العربي بالأضافه الى تأمين منفذ بحري للكيان الأسرائيلي على خليج العقبه ، وقد بقيت المقابر الجماعيه للجنود المصريين مجهوله حتى تم إكتشافها على يد فريق فلسطيني يعمل في مجال حقوق الأنسان عام 2008 وعلى أثرها قرر قاضي محكمة إيلات الصهيوني شطب ملف المقبره الأسلاميه والمقابر الجماعيه في أم الرشراش لإقامة مقبرة يهوديه مكانها .
هذه حقيقة أم الرشراش الأرض المصريه المحتله فلماذا لم تعمل الحكومة المصريه على تحريرها ولماذا لم تطالب بها ؟ وقد كان باستطاعة الحكومه المصريه المطالبه بها كما طالبت بطابا التي كانت إحتلها الكيان الأسرائيلي أثناء حرب 5 /6 /1967 ورفض الكيان الأسرائيلي الأنسحاب منها حسب ماجاء في معاهدة السلام واتفاق كامب ديفيد الموقع بين مصر والكيان الأسرائيلي والذي جاء فيه إنسحاب إسرائيل من سيناء الى ماوراء الحدود الدوليه وقد لجأت مصر الى المحكمة الدوليه التي حكمت لصالح مصر وأكدت في حكمها بأن طابا أرض مصريه وذلك بعد الأخذ بفرمان موقع عام 1906 تم فيه رسم الحدود بين مصر وفلسطين ، علماً بأنه بموجب نفس الفرمان أم الرشراش أيضاً تقع ضمن الأراضي المصريه ، وأم الرشراش تعتبر موقع استراتيجي هام بالنسبه لمصر وكانت قبل إحتلالها ميناء لنقل الحجاج المصريين الى الديار المقدسه ولو تم تحريرها لن يكون للكيان الأسرائيلي أي منفذ على البحر الأحمر ، وإذا علمنا ان مساحة أم الرشراش 1500 كم/2 وهي تساوي مجموع مساحة الجولان السوري المحتل 1150 كم/2 وقطاع غزه المحتل المحاصر 350 كم/2 ، مع كل هذه المعطيات لماذا لم تعمل حكومة مصر على تحرير أم الرشراش أو المطالبه بها أم ان هناك اتفاقيات سريه بين حكومة مصر والكيان الأسرائيلي تمنع مصر من المطالبه بها طيلة هذه المده والسكوت عليها ، كنا نتمنى على الأعلام المصري أن يسأل هذا السؤال لحكومته أو يجيب عليه إذا كان يملك الأجابه .