النوايا الحسنة والاتصالات الفوقية لن تنهي الانقسام ...بقلم/ كمال نصار
تعليق على مقال الأستاذ نواف أبو الهيجاء الأخير المعنون :
(إنهاء الانقسام الفلسطيني .. كيف وما مدى حظوظ نجاحه؟ )
أقول طوال ستين عام لم تستطع الصهيونية ومعها كل الدول الاستعمارية وبعض الأنظمة العربية من تفتيت الوحدة الوطنية الفلسطينية وكان الفلسطيني فخوراً ومزهواً بنفسه وبنضال شعبه ولكن بعد أن تخلى البعض عن الثوابت الفلسطينية في مسلسل التنازلات المهينة خدمةً لأجندة خارجية حاول البعض الأخر من أبناء شعبنا التمسك والدفاع عن الحقوق والثوابت الفلسطينية فنتج الانقسام مابين
(مفرِّط بالثوابت وآخر متمسك بها )
وبسبب هذا الانقسام أصيب شعبنا وخاصة جيل الشباب بحالة من الإحباط الغير مسبوقة مما أدى لليأس وفقدان الأمل وهذا أشد ما يعانيه شعبنا بكل شرائحه وخاصة جيل الشباب..
أعتقد أن المطلوب هو :
1- بناء مؤسسات فلسطينية حقيقية تخدم عامة الشعب الفلسطيني ولا تخدم مصالح المنتمين للتنظيمات فقط وأهم مؤسسة هي أعادة بناء منظمة التحرير على أسس جديدة.
2- أعادة بناء الشخصية الفلسطينية وأقصد هنا ( الذات الفردية الفلسطينية ) التي أصبحت محطمة ومحبطة , وخاصة بسبب الإهمال المتعمد لجيل الشباب.
3- أتمنى عليك أستاذي الفاضل أن تكتب لنا مقالاً بخصوص نفور جيل الشباب الفلسطيني من الانتماء للتنظيمات بل حتى المنتمي منهم لتنظيم معين أصبح لا يعترف بأنه منتمي لهذا التنظيم أو ذاك كي لا ينفر الآخرين منه وأصبح تحقيق المصالح الشخصية هي الدافع عند أغلب المنتمين للتنظيمات في ظل غياب الدافع الوطني , لماذا؟ !!
أعتقد أن هذه النقطة بالذات تحتاج لدراسة وبحث منك أستاذنا الكبير.
في حين كان الشاب الفلسطيني في السابق يعلن أمام الملأ أنه من التنظيم الفلاني مفتخراً بنفسه وبتنظيمه بل ويتباهى بانتمائه التنظيمي.
4- لاحظت بأن الكثيرين من أبناء شعبنا وخاصة جيل الشباب يتصفحون ويقرئون المقالات والمواضيع البعيدة عن الهم الفلسطيني ويحجمون عن قراءة المواضيع المتعلقة بالشأن الفلسطيني في تعبير واضح منهم عن حالة القرف من الوضع السياسي الراهن وأعتقد أنك أستاذ نواف تعرف هذه الحقيقة ( وهذه نقطة تحتاج البحث أستاذنا الفاضل ).
5- نضوج العوامل الموضوعية والعوامل الذاتية مهمة جداً لإنجاح التغيير المطلوب..
أعتقد العوامل الموضوعية ناضجة منذ فترة عند شعبنا وزادت العوامل الموضوعية نضوجاً بعد الثورات العربية المحيطة بنا وخاصة مصر الجارة والشقيقة الكبرى ,ولكن هل تعتقد أستاذ نواف أن العوامل الذاتية ناضجة على الصعيد الفلسطيني وإذا لم تنضج , متى في اعتقادك ستنضج ؟
أخذاً بعين الاعتبار إن معول التغيير وهم الشباب
(وجيل الشباب مغيب ومحبط بل ومهمل وأكثر من هذا مشتت في الزمان والمكان).
6- وهل تعتقد تشكيل حكومة وحدة وطنية هو الحل ؟ أم الحل يكمن في أصلاح المؤسسة الأعلى من السلطة والحكومة وهي ( منظمة التحرير) وهل تعتقد أن عباس جاد ؟ وعلى افتراض أنه جاد بزيارة غزة وتشكيل حكومة هل هذا الحل ؟!!
برأيي الحل معروف وواضح ولا يحتاج لزيارة لغزة لكسب أعلامي لا أكثر ولا أقل ولغرض كسب البعض من شباب 15 آذار ولكن شعبنا لن تنطلي عليه اللعبة وخاصةجيل شباب 15 آذار
أذا كان الرئيس عباس جاد في إنهاء الانقسام عليه الالتزام باتفاق القاهرة الموقع عام 2005 والخاص بإصلاح منظمة التحرير ودوائرها المختلفة.
شعبنا لا يحتاج لمبادرات جديدة ولا لمفاوضات مصالحة جديدة !!!
7- شعبنا يريد حل حقيقي للانقسام بدون مزايدات ومبادرات جوفاء ( وأعتقد الحل يكمن في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القاهرة ) ومع هذا أكرر القول إن العوامل الذاتية لم تنضج بعد.
والرئيس الفلسطيني يحاول تأخير عوامل النضج الذاتي من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية تهيأ للانتخابات الفلسطينية وبهذه الطريقة يقدم لنا صيغة لحل الانقسام ,,,
أرى أن هذه خديعة جديدة وليس حل وأن الرئيس عباس يحاول ركوب الموجة مجدداً (موجة احتجاجات شباب 15 آذار) قافزاً فوق استحقاقات وإصلاحات وطنية مفترض أن يقوم بها قبل عشر سنوات ,,, أناشد الأخوة في كافة الفصائل عدم الانجرار لهذه الخديعة.
8- الشعب الفلسطيني يريد إصلاح المؤسسات وبناء المؤسسات الفلسطينية على أسس وطنية متمسكة بالثوابت الفلسطينية التي تخدم الشعب الفلسطيني ولا تخدم أبناء الفصائل فقط عندها ينتهي الانقسام بشكل أوتوماتيكي وبهذا لا نحتاج لا لمبادرات ولا لمفاوضات.
9- بعد تحقيق إصلاح المؤسسات علينا أن نجري انتخابات في الداخل كي يختار شعبنا ممثليهم في حكومة السلطة وعلينا في نفس الوقت أجراء انتخابات في الخارج قدرالإمكان لتأسيس قيادة لمنظمة التحرير تشمل الداخل والخارج آخذين بعين الاعتبار الثقل السكاني مابين الداخل والشتات ومابين مناطق الشتات المختلفة.
10- وأهم شيء علينا القيام هو :
فصل قيادة المنظمة عن قيادة السلطة
ولا يجوز من هو وزير في السلطة أن يكون عضو لجنة تنفيذية وعلينا الاكتفاء بوزير واحد فقط يحمل صفة مشتركة ( أي وزير وفي نفس الوقت عضو لجنة تنفيذية لأغراض التنسيق ) بهذه الطريقة نضمن الفصل بين السلطات وهناك نقطة مهمة جداً وهي :
أن يكون تمثيل منظمات المجتمع المدني والنقابات لا يقل عن 30%
كي لا يسيطر أو يهيمن طرف على حساب طرف في القرارات المتخذة لكي نضمن عدم العودة للانقسام مرة ثانية.
11- وأهم شيء علينا المحافظة على القرار الفلسطيني المستقل ولا نسمح بأي شكل من الأشكال بخدمة أجندة غير فلسطينية وأي جهة فلسطينية تخدم أجندة خارجية على الشعب الفلسطيني عزلها لكي تعود للصف الفلسطيني..
وشكراً لك أستاذ نواف وآسف لم أقصد الإطالة ولكن المرارة التي نعاني منها جميعاً
( مرارة الانقسام )
جعلتني أكتب ولا أدري بنفسي وتحول تعليقي على مقالك أشبه بمقال ...
وشكراً لرابطة فلسطيني العراق ...
عشتم ... وعاشت فلسطين
كمال نصار