[b[color=red]]لن أتطرق للصفة التمثيلية للمفاوض الفلسطيني لأنه لا يمثل ألا نفسه وزمرة السلطة التي جاءت به وهؤلاء ليس لهم علاقة بثوابت الشعب الفلسطيني لا من قريب ولا من بعيد وقد تطرق الأستاذ عبد الباري عطوان في توضيح هذه النقطة بقوله:
( هؤلاء ليس لهم الحق بالتفاوض نيابة عن الشعب الفلسطيني)
ولن أدخل في جدل عقيم حول صحة الوثائق من عدمها وقد شرحها الأستاذ نواف أبو الهيجاء بمقاله (لا وجود لمايصدمنا )
ولن أدخل في جدل حول توقيت قناة الجزيرة لنشر هذه الوثائق هل هو توقيت مناسب أم لا ؟ وكأن المشكلة أصبحت في التوقيت وليس في محتوى ومضمون الوثائق !!!
أغلب المدافعين عن السلطة وهم قلة ركزوا هجومهم على التوقيت !
وأنا أقول لهؤلاء لقناة الجزيرة أجندة كغيرها من وسائل الأعلام ونفترض أن قناة الجزيرة كانت مخطئة بالتوقيت وماذا بعد؟ (وبعدين !!! )
هل ينتهى النقاش عند التوقيت أم هناك تداعيات خطيرة لهذه الوثائق؟
لكني سأتطرق في مقالي هذا للجوانب الفنية والصفات التي يجب أن يتحلى بها المفاوض الفلسطيني ويجب أن تتوفر فيه.
أعتقد أن على كبير المفاوضين الفلسطينيين والمفاوضين الصغار الأستقالة بل ومحاكمة كبيرهم بتهمة الخيانة لتفريطه بالثوابت الفلسطينية حتى يكون عبرة لغيره من المفاوضين فيما بعد.
إضافة أن كبير مفاوضينا لم يستطع أقناع بضعة أشخاص كانوا يتابعون لقاءه في برنامج بلا حدود الذي بثته الجزيرة وبدا لنا أنه شخص مهزوز كان يتهرب من الأجابة على أسئلة معد البرنامج بل ولجأ الى المهاترات والتجريح الشخصي ضد معد البرنامج وضد قناة الجزيرة وهذا ولد قناعة لدى مشاهدي البرنامج بأنه ضعيف الشخصية وغير قادر للدفاع عن نفسه فكيف سيكون قادرا للدفاع عن شعب بأسره ؟ وهل أستطاع تحقيق شيء ولو بسيط لشعبنا من خلال المفاوضات؟ وكيف يستطيع شخص بهذه الصفات من أقناع خصم يمتاز بالحيلة والمراوغة ويمتلك القوة ؟ أرى أن يتمتع المفاوض الفلسطيني بمواصفات خاصة أهمها يكون له تاريخ نضالي مشهود له وأنتماء فلسطيني أصيل لا تشوبه شائبة هو وعائلته ومن أصول فلسطينية غير مطعون فيها.
أضافة للجوانب الفنية والمواصفات الأخرى الواجب توفرها فيه ومنها:
1- أن يمتاز المفاوض الفلسطيني بالذكاء والثقافة وسرعة البديهية وسرعة الأدراك والأستدراك واللباقة وغيرها من الصفات الشخصية.
2- أن يمتاز بشعور وأحساس مرهف حول عذابات ومعاناة شعبه والظلم التاريخي الذي لحق بأهله وبوطنه على مدى عقود من الزمن.
3- أن يكون تاريخ الشعب الفلسطيني منذ القدم وحتى الأن حاضراً في ذهنه وأهمها تضحيات شعب الجبارين طوال (قرن) من الزمن.
4- أن يلم بثقافة من نوع خاص في معرفة عدوه(خصمه) ومواطن ضعفه.
5- أن يستحضر كل عوامل القوة في شعبه ومنها قدرة هذا الشعب على التضحية والصبر أضافة لأستثمارالعامل الديموغرافي الذي هو من أهم عناصر قوة التفاوض ولكن مع الأسف أضعف المفاوض الفلسطيني نفسه من خلال التخلي عن خمسة ملايين لاجئ هم مصدر قوته الحقيقية.
6- على المفاوض الفلسطيني ان لا يستند على الواقع الحالي المتردي في الأمة العربية والأسلامية ولكن عليه الشرح والتوضيح للعدو(للخصم) بأن هذا واقع متحرك وقابل للتغيير لصالح الشعب الفلسطيني في المدىالمنظور .
7- أن يكون متسلح بالأيمان وبقدرة الخالق على صنع المعجزات وأعتقد هذه النقطة يجب أن تكون حاضرة في ذهن المفاوض الفلسطيني بشكل دائم.
8- أن لا يبدو بمظهر المتهافت على التفاوض وبأنه مستعجل لأنجاز شئ ما وأعتقد أن العدو يعرف هذه الحقيقة عن المفاوض الفلسطيني لهذا يحاول أن يضعفه أكثر للحصول على تنازلات اكبر.
9- أن لا يذهب للتفاوض في ظل حالة الانقسام الفلسطيني وعليه أن يحث كل الأطراف على الوحدة الوطنية عندها يذهب للمفاوضات متسلحاً بالوحدة الوطنية كورقة قوة له .
10- أن لا يذهب للتفاوض في ظل عدم وجود مقاومة بأشكالها المتعددة لأنه في هذه الحالة يكون ضعيف وظهره مكشوف. كل الثورات كانت تقاوم الأحتلال وفي نفس الوقت تفاوض كالثورة الجزائرية والثورة الفيتنامية وغيرها.
11- على المفاوض الفلسطيني معرفة صفات عدوه( الخصم )الذي يمتاز بالذكاء والمراوغة والحيلة وأعتقد ما ورد في سورة البقرة كافياً ليتعلم منها المفاوض الفلسطيني الدروس والعبر وهي كيف أستمر الحوار بين موسى عليه السلام وهو كليم الله بمعنى ان موسى عليه السلام كان يتكلم مع الله مباشرة دون وسيط ومع هذا أستغرقت هذه المفاوضات وقتاً غير قليل .
ملخص القصة ( أن ألله طلب من اليهود ذبح بقرة لمعرفة القاتل وجميعكم يعرف القصة كم جادل اليهود ربهم من أجل ذبح بقرة وكم استغرقوا من وقت؟ على الرغم من وجود رغبة يهودية لمعرفة القاتل فكيف هو الحال في ظل عدم وجود رغبة يهودية بالأنسحاب من الضفة
وفي النهاية اقتنع اليهود بذبحها مع وجود عدم الرغبة في التنفيذ لقوله تعالى(( وذبحوها وما كادوا يفعلون)) وعلى المفاوض الفلسطيني الأستفادة من نقطتين هما :
أ – أستغرق اليهود وقتاً طويلاً حتى تمكن موسى (ع) من إقناعهم من أجل ذبح بقرة مع وجود مصلحة ورغبة يهودية لمعرفة القاتل فكيف هو الحال في ظل عدم وجود مصلحة أو رغبة يهودية بالأنسحاب من الضفة فكم نحتاج من وقت لأرجاع وطن بحجم الضفة الغربية ؟
أعتقد سنحتاج الي مالا نهاية من الوقت لا سيما نحن بشر مثلهم لايخافوننا مقارنة بخوفهم النسبي من الله.
ب – وحتى لو أفترضنا بأن المفاوض الفلسطيني قد توصل الى أتفاق حول نقطة معينة مع العدو لا يوجد ضمان لتنفيذها ( وماكادوا يفعلون ) وعندنا من الشواهد في عصرنا الحديث الكثير بدءاً من أتفاقية أوسلو وما تبعها من أتفاقات لم ينفذ منها العدو شئ . أذاً نستنتج ليس العبرة في الأتفاق أنما العبرة في التنفيذ .
وعلى المفاوض الرجوع للشعب الفلسطيني قبل التوقيع على أي أتفاقية وأجراء أستفتاء عليها لأن شعبنا الوحيد المخول بقبولها أو رفضها
مما سبق يتضح لنا بأن المفاوضات مع العدو الصهيوني عبثية ومضيعة للوقت وأن اليهود والصهاينة لا يفهمون غير لغة القوة والقوة فقط .
هل تحررت غزة بالمفاوضات ؟ هل تحرر جنوب لبنان بالمفاوضات ؟ هل تحررت سيناء بالمفاوضات ؟ قد يرد احدكم أن جزء من سيناء تحرر بالمفاوضات ولكن ماهو الثمن ؟ للعلم كان أكثر من نصف سيناء كانت تحررت أثناء حرب تشرين 1973 والجزء الباقي تحرر بالمفاوضات المستندة الى القوة وعلى الرغم من هذا أستطاع الصهاينة الحصول على اشياء لم يحلموا بها من خلال جر المصريين لتوقيع اتفايقات كامب ديفيد السيئة الصيت. وقد أسغرقت المفاوضات 3 سنوات لأرجاع طابا وهي منطقة صغيرة جدا لا تتجاوز مساحتها 10 كيلومتر مربع.
على المفاوض الفلسطيني عدم التوقيع على أية أتفاقية مع العدو لا تحقق الحد الأدنى من الثوابت الفلسطينية وعليه ترك الصراع مفتوح مع العدو للأجيال القادمة وعدم الأقدام على توقيع أية أتفاقية مقيدة ومكبلة للأجيال القادمة قد تكلفنا الكثير من الدموع والدماء لتصحيح ما أقدم عليه المفاوض الفلسطيني في الوقت الحاضر
]وجميعنا يعلم كم دفعنا من الدموع و الدماء في أيلول وبعدها لأجبار الأردن على فك أرتباطها بالضفة الغربية. اذا كان هذا حالنا مع الأردن فكيف حالنا مع أسرائيل المدعومة من الدول الكبرى؟ وكم سندفع من الجهد والدماء لتصحيح أتفاقية وقعها المفاوض الفلسطيني في حالة ضعف /color]. لهذا أناشد وأنصح المفاوض الفلسطيني بعدم التوقيع على أية أتفاقية مع العدو الصهيوني وترك الصراع مفتوح للأجيال القادمة وهي كفيلة بتحرير فلسطين كل فلسطين من (طربيل حتى العريش ) وليس كما هو شائع من ( البحر الى النهر )..
عشتم ....... وعاشت فلسطين
بقلم / كمال نصار
[/b]