أراضي عربيه محتله ـ الحلقه الثانيه
لواء الأسكندرون أرض سوريه محتله
الدكتور الشريف محمد خليل الشريف
كلنا نعرف بأن فلسطين بلد عربي محتل بكامله من العصابات الصهيوتيه أو مايسمى الكيان الأسرائيلي ، ولكن القليل من أبناء أمتنا العربيه يجهل بأنه يوجد أيضاً أراضي عربية أخرى محتله وذلك نتيجة التعتيم الأعلامي العربي وخاصة للدول المعنيه والمحتله أراضيها .
من هذه الأراضي لواء الأسكندرون وهو جزء لايتجزأ من أراضي بلاد الشام وعليه فهو جزء من أرض سوريا العربيه ، وتبلغ مساحة اللواء 4800 كم/2 وهو ميناء هام على ساحل البحر الأبيض المتوسط من الجهة الشماليه الشرقيه ، وذو طبيعة جبليه تتوسطها السهول واهمها سهل العمق وهي أراضي خصبة مروية بالأنهار التي تشقها والتي من اهمها نهر العاص الذي يصب قي البحر المتوسط وكذلك نهري الأسود وعفرين ومن أهم مدن اللواء الأسكندرون او الأسكندرونه وإنطاكيه التي شهدت الفتوحات الأسلاميه ، ويعتبر اللواء المحافظة الخامسة عشر من محافظات سوريا ، وقد تم إحتلاله والسيطرة عليه من تركيا عام 1939 م.
كان لواء الأسكندرون اثناء الحكم العثماني يتبع ولاية حلب ( وهذا اعتراف عثماني بأنه سوري ) وكان يعتبر ميناء هام على البحر المتوسط ، حتى أعلن قائد الجيوش الفرنسيه عن مراسم التقسيم 1921 والتي تم بموجبه تقسيم الولايات السوريه التي كانت تحت الحكم العثماني وقد سبق ذلك ترسيم الحدود 1920 والذي إعتبر خط سكة الحديد اسطنبول ـ بغداد حدوداً بين تركيا ومناطق الأنتداب الفرنسي مما أدى وقتها الى تقسيم ولاية حلب الى قسمين ليكون قسمها الشمالي تابعاً لتركيا ، وكذلك أدى ترسيم الحدود الى فك الأردن وفلسطين عن سوريا كونها اصبحت تابعه للأنتداب البريطاني حسب اتفاق سايكس بيكو ومؤتمر سان ريمو بعد هزيمة الدولة العثمانيه في الحرب العاليه وقد أقرت عصبة الأمم هذا الأنتداب عام 1922 م ، أثناء الحكم الفرنسي منحت فرنسا لواء الأسكندرون حكماً ذاتياً 1938 على ان يكون مرتبطاً بالجمهورية السوريه ، ومغ انسحاب القوات الفرنسيه 1939 قامت القوات التركيه بدخول اللواء وأعلنت تركيا ضم اللواء رسمياً والأعلان يأنه جزء من أراضي الدولة التركيه تحت اسم هناي ، مما أدى الى نزوح الكثير من السكان العرب الى الحدن السوريه وقامت المظاهرات والأحتجاجات الكبيره في سوريا رافضه ضم اللواء الى تركيا أدت وقتها الى سقوط حكومة الرئيس السوري هاشم الأتاسي واستقالته وأعلن رسمياً بأن لواء الأسكندرون أرضاً محتله ، وبفي كذلك من قبل الحكومات السورية المتعاقبه مما جعل سوريا خارج المنظومه الأفليميه أحياناً وخاصة استبعادها من حلف بغداد لأن تركيا عضواً مؤسس فيه ، وسبب احتلال تركيا للواء توترت العلاقة بين سوريا وتركيا من جديد عام 1957 كادت ان تؤدي الى إشعال حرب جديده في المنطقه مما دفع سوريا بطلب النجدة من مصر التي لبت الطلب السوري وأرسلت اسطولها الى ميناء اللذقيه السوري وهو الأقرب الى لواء الأسكندرون المحتل إلا انه لم يحدث شيئ وانتهت الأمور بسلام ، بعد ذلك الحدث لم نسمع من خكومات سوريا المتعاقبه أي مطالبه باللواء بل ولم نسمع له ذكرولا في أي مناسبة أو حدث .
لواء الأسكندرون وهو بهذه الأهمية من حيث الموفع والمساحة والخصوبة يبقى مستعمراً بدون مطالبه يثير الكثير من الأسئله ولا يستطيع الأجابة عليها إلا النظام السوري فكثير من الأسرار تبقى طي الكتمان وفي دهاليز السريه