زوجات نصار هن وحدن العائلة وليس هو (الحلقة المفقودة)
الجزء الاول – بقلم – كمال نصار
تصحيح بسيط لما تفضل به الشيخ الجليل عصام نصار من المنيا في مقطع فيديو قال فيه ( أن أحد أبناء نصار عاد وسكن مصر وأنجب هذه العائلة الكبيرة والحقيقة هي أن نصار نفسه رجع لمصر ليعيش في كنف جده الصادي وأعمامه شاهين وأحمد .
ولتوضيح الصورة كاملة لابد من العودة لما ورد في الحلقات السابقة
قصة مجيء الصادي ( صالح ) الى مصر
بعد حصول الجفاف في وادي فاطمة عام 1805- 1809وبعد وفاة شاهين والد ( الصادي ) تقاسم أبنائه الميراث وكان عددهم ست أخوة حيث مكث أثنين منهم في قريتهم في وادي فاطمة وغادر أربعة منهم أثنين باتجاه العراق وهما أحمد ومحمد واثنان باتجاه مصر وهما صالح (الملقب بالصادي) وسالم شقيقه الأصغر الذي توفى بالملا ريا بعد وصولهما مصر ببضعة سنين.
تزوج صالح ( الصادي ) من احد الفلاحات المصريات في القرية التي كان يسكن فيها آنذاك ولكني لا أعرف أسم القرية بالضبط لأن الصادي تنقل في عدة قرى في ناحية ابو كبير قبل أن يستقر وأنجب ثلاث أبناء (سالم شاهين و أحمد )
قصة مجيء سالم الصادي الى قرية بربرة بفلسطين
سالم أنجب صالح وهو الأبن البكر ثم أنجب صالحة ثم أنجب نصار وسكن جميعهم في الحارة الغربية من قرية بربرة ويقال بأن نصار تزوج من قرية بربرة وأنجب ( فرج الله )
وقد تزوج نصار من قرية أخرى قريبة من بربرة اسمها ( دير سنيد ) وأنجب سليمان
بهذا يكون سالم الصادي جد فرج الله الذي يسكن قرية بربرة وجد سليمان الذي كان يسكن قرية ( دير سنيد ) وكلاهما فرج الله وسليمان أبناء نصار بن سالم الصادي ( صالح )
بهذا يكون سالم الصادي هو جد عائلة نصار بفرعيها من كان منهم يسكن قرية بربرة ومن كان منهم يسكن قرية ( دير سنيد ) وهو أيضاً جد عائلة صالح وجد عائلة صالحة من جهة الأم
وقد جاء سالم الصادي من مصر الى فلسطين في تجارة متوجهاً لمدينة يافا حيث كانت يافا أنذاك من أهم المدن التجارية في بلاد الشام وفي طريق عودته من يافا الى مصر. مرض سالم عد خروجه من يافا مباشرة وعلى مسافة 20 كم حط رحاله بقرية ( بربرة ) وقد أهتمت به عائلة أل احمد التي كانت تسكن الجهة الشرقية من بربرة .
وبعد شفاء سالم قرر أن يستقر في قرية بربرة نظراً لطبيعتها الخلابة ولطيبة أهلها الذين سبقوه وسكنوا فيها .وكان لدى سالم موارد مالية جيدة كونه تاجراً. تزوج سالم وسكن بالجهة أو الحارة الغربية أي الجهة المقابلة لحمولة آل احمد التي كانت تسكن الجهة أو الحارة الشرقية من القرية.
ولكني لا أعرف على وجهه الدقة هل تزوج سالم من قرية بربرة أم من القرى المجاورة ولكني أرجح أنه تزوج من قرية (دير سنيد) ودليلي في هذا أن نصار أبن سالم تزوج من هذه القرية ( تزوج من بنات أخواله هذا أضافة لزوجة نصار التي في قرية بربرة والله أعلم
لكن الأكيد بأن نصار تزوج من اثنتين واحدة من قرية ( بربرة ) والأخرى من قرية ( دير سنيد )
قصة عودة جدنا الأكبر نصار الى مصر
قبل البدء في موضوع عودة جدنا الاكبر لمصر لا بد لي ان اذكر أن سالم الصادي عندما جاء لفلسطين للتجارة جاء بقافلة من الابل وكان معروف ان التنقل والترحال للمسافات الطويلة يتم من خلال استخدام الأبل وخاصة في الاغراض التجارية
وكان مع جدنا الاكبر سالم الصادي رجلين من أخوتنا المصريين
الاول كان من منطقة الشرقية والمصادر لا تذكر عنه شيء سوى انه فلاح يزرع جزء من الارض التي أشتراها سالم الصادي وكانت أكثر من ألف دونم لاسيما ان سالم الصادي كان تاجراً لديه إمكانات مالية كبيرة
اما الثاني فكان من اقصى صعيد مصر ولا أعرف من اي مدينة من الصعيد ولكني أرجح مدينة سوهاج أو أسوان
وهذا الشخص له باع طويل في العناية في الأبل وفي ترويضها وكان لقبه (الأسود) كونه شديد السمرة .
وسمعت من والدي عن جده وجده عن جده بالتواتر ان هذا الشخص الملقب بالأسود عاد مع جدنا الأكبر نصار الى مصر لأنه يعرف الطريق ويعرف كيف يروض الأبل .
وسمعت ايضاً من والدي أنه قال لوالدتي سنترك الاردن ونذهب نعيش في صعيد مصر لنا أقارب من دمنا ولحمنا هناك أضافة لأبناء عمومتنا في منطقة ابو كبير محافظة الشرقية وعندما قال هذا الكلام كان عام 1970 عندما ساءت أحوالنا في الاردن وخاصة نحن النازحون من غزة للأردن بعد عام 1967 عام النكسة .
أسباب عودة جدنا الأكبر نصار الى مصر
اولاً : كان على خلاف دائم من شقيقه الأكبر صالح لأن سالم الصادي جعل صالح هو المسئول عن كل شيء خارج البيت
وكانت صالحة أخت نصار وصالح مسئولة عن المؤنة والطهي وكل مستلزمات البيت ومن الطرائف أن جدتي صالحة تزوجت من رجل من دار دهمان من قرية مجاورة ألا انها لم تغادر قريتها بربرة وكانت أمرأه يعتمد عليها لدرجة أن أبناءها كانوا يسموا بأبناء صالحة نسبة لأمهم وليس نسبة لأبيهم
وعائلة صالحة من العوائل المعروفة عندنا في قرية بربرة وسميت العائلة باسم الأم صالحة وليس الأب لأن الام فرضت نفسها وعلينا أن نتذكر أن المرأة بشكل عام كانت مهملة ولكن جدتنا صالحة كانت أمرأه بعشرة رجال
من الملاحظ ان بنات أل نصار يمتازن بالذكاء الحاد والقسوة في تربية أبنائهن ومحاولة السيطرة على الزوج آيا كان هذا الرجل .
ثانياً : شعر جدنا الاكبر نصار أنه مهمل ومهمش ولأنه كان الابن المدلل لأبيه كونة الابن الاصغر لهذا كان جدنا نصار عنيد ومشاكس يحب كثرة الترحال وتعدد الزوجات وكان حاد الذكاء والدليل انه ذكي فكر بترك فلسطين كونه مهمش فيها وفي نفس الوقت يثبت لنفسه ولأبيه انه رجل يعتمد عليه وانه افضل من شقيقه صالح .
ومعروف في مجتمعاتنا حالة الخصام بين الاشقاء وخاصة في القرى والارياف
ومعروف ان الزواج كان سهل وتكاليفه بسيطة لهذا تعدد الزوجات ظاهرة عادية في تلك الازمان
وهنا سأضيف سبب أخر قد لا يكون معروف لدي الكثيرين وهو ان جدنا نصار من السادة الأشراف ومعروف عن السادة أنهم يتزوجون عدة زوجات كي ينجبوا أكبر عدد ممكن من الأولاد الذكور متبعين وصية جدهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله ( تكاثروا لأباهي بقية الأمم )
تابعونا في الجزء الثاني من الحلقة الخامسة ( الحلقة المفقودة )
وفيها مفاجأة كبيرة لم أتوقعها أنا نفسي وهي هل جدنا نصار عاد الى محافظة الشرقية مسكن جده أم ذهب لمكان اخر ؟
الباحث والكاتب – كمال نصار
بتاريخ 4 / 12 /2015